Sunday, June 17, 2007

صغار ولكن كبار

صغار ولكن كبار
باسم ذو الأحد عشر ربيعا وذو المائة خريفا حيث يمضى عمره كله خريفا يتساقط عمره اليوم تلو اليوم ولكنه رضى بقدره ذلك اليوم الذى لم يكن له يد به حيث يقضى يومه من العاشرة صباحا الى العاشرة مساء على عربة " كبدة وسجق" والتى أستأجرها من والده ليستأنف بها ما بدأه أباه بعد أن قام والده بأخذ مطعم أكبر ليزاول نفس المهنة
أول ما شدنى الى ذلك الصبى هو نظرته الصلبه التى تنبأ عن معاناة وتفكير بل خيّل الى انها نظرة حرمان حرمان من شىء لم يكن له من قبل فى يوم من الايام وكعادتى قمت بمناغشته لأعرف ما يدور بخلده فهو طفل صغير يسهل استدراجه وهو ما أدركت خطأه فيما بعد
بدأت حديثى معه قائلا " مين اللى واقف على العربية دى يا بابا " فأجاب " أنا" عقد حاجباى معا ليشكلا مثلثين مقلوبين الا اننى لم أجعله يشعر بأننى أقلل من شأنه أو ما شابه بسبب قصر سنه أو قامته التى شارفت على بلوغ المتر فطلبت منه ما أريد وقمت باستدراجه ليحدثنى عن نفسه فقال لى متفاخرا أنه بالمدرسه وأن له أختا مهندرسة وابن عم بكلية الطب .
وعندما سألته عما ينويه فيما بعد كان رده بليغا حيث قسم رده الى اجابتين أمنية فى المستقبل القريب وأخرى فى المستقبل البعيد
فذكر لى أنه ينوى شراء ذلك المحل الذى أمام فاترينته وأنه يقوم بتحويش المبلغ اللازم لذلك أما ما ينويه فيما بعد فهو أن يلتحق بكلية السياحة والفنادق حيث يمارس ما يحيه وهو الطهى
وعندما سألته عن سبب ذلك مذكرا اياه أن جميع أقرانه عندمايسألون عن أمنيتهم فى المستقبل فيجيبون بظابط أو دكتور أو ما شابه فذكر لى أن الجميع يقولون هكذا ولكن من منهم يحقق ذلك؟
فهو يريد تحقيق حلمه لغرضين أولهما أنه يحب ذلك وثانيهما انه يستطيع فعل ذلك
باسم هذا يقوم بتوفير دخل لنفسه بل أنه يقوم أيضا بتوفير دخل لعائلته وتحويش ما يتبقى بعد ذلك
بعد أن قام باسم بلف الطلب لى تمنيت لو طال الحديث بينى وبينه أكثر وأكثر ولكن هكذا هى الحياة محطات ولكنى أعتقد أن تلك المحطة أضافت لى الكثير
فشكرا لك يا باسم